قصة طالوت وجالوت بعد أن عرضنا الجزء الأل لقصة طالوت وجالوت لمن لم يقرآة يمكنكة قرأته من هنا ، ونستكمل معكم الجزء الثاني من القصة .
اختيار طالوت ملكا :
وذات يوم ذهب بنو إسرائيل لنبيهم. سألوه: ألسنا مظلومين؟
قال: بلى
قالوا: ألسنا مشردين ؟
قال: بلى
قالوا: لقد قهرنا جالوت ، و اذلّنا بظلمه.. فاسأل الله أن يبعث لنا قائداً و ملكاً لنقاتل تحت لوائه في سبيل ونستعيد أرضنا ومجدنا .
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ)
قال نبيهم وكان أعلم بهم : هل أنتم واثقون من القتال لو كتب عليكم القتال ؟
[adsense336][/adsense336]
قالوا: ولماذا لا نقاتل في سبيل الله، وقد طردنا من ديارنا، وتشرد أبناؤنا، وساء حالنا ؟
( قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا)
قال نبيهم: إن الله اختار لكم طالوت ملكا عليكم. (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا)
كان طالوت شاباً فقيراً ، من ذرية بنيامين ، بنيامين شقيق يوسف عليه السلام ..
قالوا : كيف يكون ملكا علينا وهو ليس من أبناء الأسرة التي يخرج منها الملوك -أبناء يهوذا- كما أنه ليس غنيا وفينا من هو أغنى منه ؟
( قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ)
قال نبيهم : إن الله اختاره، وفضله عليكم بعلمه وقوة جسمه .
( قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
قالوا: ما هي آية ملكه ؟
قال لهم نبيهم: يسرجع لكم التابوت تجمله الملائكة .
قال لهم نبيهم: ان آيته ان يأتيكم صندوق العهد الذي فيه ميراث موسى و هارون .
(وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
[adsense336][/adsense336]
قالوا :كيف ؟!
قال النبي :اذهبوا الى الصحراء و سوف ترون ذلك بأعينكم .
سكت بنو اسرائيل ، لم يبق امامهم إلاّ أن يسلّموا لارادة الله ، ولكن كيف سيأتي صندوق العهد ؟! هكذا راحوا يتساءلون .
قال لهم النبيهم: سيأتيكم الصندوق تحمله الملائكة ،فهل تريدون آية أكبر من ذلك ؟!
و خرج بنو اسرائيل الى الصحراء يترقبون المشهد المثير . و جاءت اللحظة المرتقبة و رأى بنو اسرائيل صندوق العهد و قد غمرته أنوار الملائكة .
و هبط الصندوق المقدس برفق بين يدى طالوت ، وشعر بنو اسرائيل بالسكينة والايمان يملأ قلوبهم ، ها هو صندوق العهد رمز عزتهم يعود اليهم مرّة أُخرى . و هكذا أصبح طالوت ملكاً على بني اسرائيل و ساد النظام حياتهم .
قيادة طالوت للجيش وقرار الانطلاق للجهاد :
——————————————–
اعلن طالوت انه يستعد للجهاد في سبيل الله ، و أن على بني اسرائيل ، أن يتهيأوا للحرب ضد جالوت الظالم .
مرّة أخرى تناسى بنو اسرائيل العهد الذي قطعوه على انفسهم لقد طلبوا من النبي أن يبعث الله لهم ملكاً ليقاتلون معه في سبيل الله سبحانه و استجاب لهم واختار لهم طالوت عندما أعلن طالوت انه سيجاهد في سبيل الله ، تراجع بنو اسرائيل وخانوا العهد .
القليلون فقط استجابوا لطالوت ، كانوا مؤمنين بالله مطيعين لنبيهم وملكهم ، أمّا الأكثر فقد كانت تميل الى حياة الذل والعبودية ، ولكن طالوت والمؤمنين استطاعوا ان يؤلفوا جيشاً من بني اسرائيل . و أعلن طالوت انه سيزحف بالجيش في الصباح .
عندما اشرقت الشمس كان الجنود يستعدون للتحرك ، والايمان يملأ قلوبهم باستعادة أرضهم و بلادهم و قهر الكفار .
في الطريق أعلن طالوت بياناً هاما . (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ)
قال الملك طالوت لجنوده: سنصادف نهرا في الطريق (نهر الأردن حاليا) ، فمن شرب منه فليخرج من الجيش، ومن لم يذقه وإنما بل ريقه فقط فليبق معي في الجيش..
وجاء النهر فشرب معظم الجنود ، وخرجوا من الجيش ، وكان طالوت قد أعد هذا الامتحان ليعرف من يطيعه من الجنود ومن يعصاه ، وليعرف أيهم قوي الإرادة ويتحمل العطش، وأيهم ضعيف الإرادة ويستسلم بسرعة. لم يبق إلا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ، لكن جميعهم من الشجعان .
(فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)
كان عدد أفراد جيش طالوت قليلا، وكان جيش العدو كبيرا وقويا.. فشعر بعض -هؤلاء الصفوة- أنهم أضعف من جالوت وجيشه وقالوا: كيف نهزم هذا الجيش الجبار..؟!
قال المؤمنون من جيش طالوت: النصر ليس بالعدة والعتاد، إنما النصر من عند الله.. كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ .. فثبّتوهم .
خروج داوود لمقاتلة جالوت :
——————————
(وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
وبرز جالوت في دروعه الحديدية وسلاحه، وهو يطلب أحدا يبارزه ، وخاف منه جنود طالوت جميعا ،وسخر جالوت من طالوت و جنوده لأن أحداً لا يريد مبارزته. وهنا برز من جيش طالوت راعي غنم صغير هو داود.
كان داود مؤمنا بالله ، وكان يعلم أن الإيمان بالله هو القوة الحقيقية في هذا الكون، وأن العبرة ليست بكثرة السلاح ، ولا ضخامة الجسم ومظهر الباطل وكان صغير السن جدا للقتال.
وكان الملك قد قال : من يقتل جالوت يصير قائدا على الجيش ويتزوج ابنتي ، ولم يكن داود يهتم كثيرا لهذا الإغراء.. كان يريد أن يقتل جالوت لأن جالوت رجل جبار وظالم ولا يؤمن بالله ، وسمح الملك لداود أن يبارز جالوت..
وتقدم داود بعصاه وثلاثة أحجار ومقلاعه (وهو نبلة يستخدمها الرعاة) دهش جالوت لمنظر ذلك الفتى صغير السن وهو يتقدم اليه دون سيف و لا رمح .
قال جالوت :انك ولا شك تريد أن تموت ايها الفتى ، اذهب وارسل أحد الرجال أقاتله.. فانى لا أحب قتلك.
قال داود: ولكننى والله أحب قتلك .
قال جالوت: فأين سيفك اذن و رمحك و معدّاتك الحربية ؟
قال داود :إن سلاحي الإيمان وأقاتلك باسم الله .
فغضب جالوت وتقدم مدججا بالسلاح والدروع ،ووضع داودالأحجارفي مقلاعته وطوح به في الهواء وأطلق الحجارة ،واصطدم الحجارة برأس جالوت فقتله .
وبدأت المعركة ، وانتصر جيش طالوت على جيش جالوت . بعد فترة أصبح داود عليه السلم ملكا لبني إسرائيل ، فجمع الله على يديه النبوة والملك مرة أخرى .
(فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)
============
تــابعوا معانا باقي قصص القرأن الكريم في شهر رمضان
المعظم ^_^
المصادر :
1- تفسير أبن كثير
2-تفسير القرطبي
3-قصص القرآن لاحمد بهجت
جزاك الله كل خير
رائع … ننتظر مزيد من القصص … و شكرا لأضافة المصدر
بارك الله فيكم ان قصص القران الكريم مليئه بالعبر والمواعظ نفعنا الله بما فيها وجعلنا من المتناصحين في الحق
بارك الله فيكم على الافادة
جزاكم الله خيراً وياريت باقي قصة داود عليه السلام
قصة جميلة جدا
جزاكم الله كل خير
قصة مفيدة جد
جزاكم الله خير
I really enjoyed reading this. Gazak Allah Kheran
سلمت يداك … و الله يجزيك كل خير على اضافة المصادر و هو ما لم نتعوده في معظم المقالات و القصص علما انه شيء هام و ضروري …. الله يعطيك العافية
نعم القصص هي القصص القرآنية
ملاحظة: إحذف الصورة الدالة على القصصة فإنك تعرض جسم سيدنا داوود عليه السلام
و الله أعلى و أعلم … (:
جزاكم الله خيرًا على كتابة هذا الموضوع, لم أكن أعرف هذه القصة من قبل.
جزاك الله الف خير في الحقيقة معلومات اكثر من رائعة
السلام عليكم و مشكور عليا لجهد الرائع بس عندي تعليق الافضل لما تستدل بالقران تكتب رقم الايه و اسم السوره و شكرا
جزاكم الله خيرا ونحن متابعون بشغف لقصص القرآن من موقعكم
بارك الله فيك وجزاك كل خير
الله يعطيكم العافية
جزاكم الله كل الخير
جزاكم الله خيرا
بارك الله فيك وجزاك كل خير
جزاك الله خيرا لكن الم تلاحظ تشابها بين خروج سيدنا داوود صغير السن لمقاتلة ملك عظيم جبار يشابه خروج الامام علي كرم الله وجه لقتال عمرو ابن ود وحتى الجواب الذي اجابه سيدنا داوود للملك يشابه جواب الامام علي لابن ود؟ اتمنى الاجابة
سبجانكـ ربى فق قلت
لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ
جزاكم الله خيرا
جميل كل يوم قصة هي فكرة لرائعة
بارك الله فيكم عاشت الايادي
اللهم أجعل كل مجهوداتكم فى ميزان الحسنات و أعانكم الله على فعل الخير
جزاك الله خيرا
شكرا جزيلا
القصة تشبه قصة علي أبن ابي طالب عليه السلام مع فارس قريش الذي يلقب بألف فارس هو عمرو بن ود العامري
قال عمرو: إن أباك كان لي صديقـًا وأنا أكره أن أقتلك.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: لكني لا أكره أن أقتلك، وأضاف: بلغني أنك تعلقت بأستار الكعبة وعاهدت الله عز وجل أن لا يخيّرك رجلٌ بين ثلاث خِلال إلا اخترت فيها خلة.
(حيث كان يُعرف عن عمرو تعاقده مع الله في المسجد الحرام وهو متعلق بأستار الكعبة إذا اقترح عليه أحد ثلاثة أمور ألا يخيـّبه فإما ان يعطيه الأمور الثلاثة ، وإما إثنين من الثلاثة ، وعلى الأقل يعطيه واحد من الأمور الثلاثة)
قال عمرو: صدقوا.
فبادره أمير المؤمنين بثلاث طلبات كانت كما يلي:
1- إما أن ترجع من حيث جئت. فقال عمرو: لا ،، تحدّث بها قريش.
2- أو تدخل في ديننا فيكون لك ما لنا وعليك ما علينا. فقال عمرو: ولا هذه.
3- فأنت فارس وأنا راجل، فانزل عن فرسك.
فنزل عمرو عن فرسه وقال : ما لقيت من أحدٍ ما لقيت من هذا الغلام.
ثم قُتـِل عمرو ، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ابشر يا علي فلو وُزِن اليوم عملكَ بعمل أمة محمد لرجح عملك بعملهم.
قال عمرو: إن أباك كان لي صديقـًا وأنا أكره أن أقتلك.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: لكني لا أكره أن أقتلك، وأضاف: بلغني أنك تعلقت بأستار الكعبة وعاهدت الله عز وجل أن لا يخيّرك رجلٌ بين ثلاث خِلال إلا اخترت فيها خلة.
(حيث كان يُعرف عن عمرو تعاقده مع الله في المسجد الحرام وهو متعلق بأستار الكعبة إذا اقترح عليه أحد ثلاثة أمور ألا يخيـّبه فإما ان يعطيه الأمور الثلاثة ، وإما إثنين من الثلاثة ، وعلى الأقل يعطيه واحد من الأمور الثلاثة)
قال عمرو: صدقوا.
فبادره أمير المؤمنين بثلاث طلبات كانت كما يلي:
1- إما أن ترجع من حيث جئت. فقال عمرو: لا ،، تحدّث بها قريش.
2- أو تدخل في ديننا فيكون لك ما لنا وعليك ما علينا. فقال عمرو: ولا هذه.
3- فأنت فارس وأنا راجل، فانزل عن فرسك.
فنزل عمرو عن فرسه وقال : ما لقيت من أحدٍ ما لقيت من هذا الغلام.
ثم قُتـِل عمرو ، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ابشر يا علي فلو وُزِن اليوم عملكَ بعمل أمة محمد لرجح عملك بعملهم.
الله الله الله يفتح عليك بعلمعه كما فتحت على نور المعرفه الى ذهنى بارك الله فيك
ما شاء الله على هذا المجهود المبذول … وفقك الله اخى فقلما نجد من يذكرنا بأمور ديننا فى هذة الايام خاصة فى وسائل الاعلام. نريد المزيد من القصص بمثل هذة الطريقة الرائعة فى السرد.
نورالله قلوبكم كما نورتم عقولنا
قصة جميلة جدا
يعطيكم العافيه